ثانوية بوجادي بوقرة تقدم بين ايديكم منتدى جواد الفجر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثانوية بوجادي بوقرة تقدم بين ايديكم منتدى جواد الفجر

منتدى جواد الفجر


    انزلو الناس منازلهم

    بوجادي بوقرة
    بوجادي بوقرة
    المدير
    المدير


    عدد المساهمات : 331
    نقاط : 32137
    التقييم : 6
    تاريخ التسجيل : 16/02/2010

    بطاقة الشخصية
    صهيب: 20

    انزلو الناس منازلهم Empty انزلو الناس منازلهم

    مُساهمة  بوجادي بوقرة الخميس فبراير 25, 2010 4:26 am

    قد شاع بين المسلمين اليوم ما ينافي الأدب والاحترام في تعاملاتهم وسلوكياتهم ، فنحن نرى من ينادون من هو أكبر منهم سناً ومقاماً باسمه مجرداً من صِفَتِه ، وليس هذا من الأدب في شيء ، فنحن وقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام ، لابد أن نتأدبَ بأدب الإسلام ، فقد قال عليه وآله الصلاة والسلام : " إنَّ مِنْ إِجْلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم .." ..[ حديث حسن ، النووي ـ التبيان : 35 ] . ولابد أن نربي أولادنا على هذا منذ صِغرهم ، وعلى غيره مـن الآداب ، وقد ذكرها علماؤنا الأجِلاء ، ومنهم الإمام الغزالي ، حيث قال : (( ويُعَوَّد ـ أي الصبي ـ أن لا يبصق في مجلسه ، ولا يتمخّط ، ولا يتثاءب بحضرة غيره ، ولا يضع رجلاً على رجل ، ويُمنَع من كثرة الكلام ، ويُعَوَّد أن لا يتكلم إلا جواباً ، وأن يحسن الاستماع إذا تكلم غيرُه ممن هو أكبر منه ، وأن يقومَ لمن هو فوقه ويجلس بين يديه ، ويُمنع من فُحش الكلام ، ومن مخاطة من يفعل ذلك ، فإنَّ أصل حفظ الصبيان حفظهم من قرناء السوء )) . فإن لم يترب الأولاد على الأدب في صغرهم ، فمتى يتربون ؟! .

    قد ينفع الأدبُ الأولادَ في صغر *** وليس ينفعهم من بعــده أدبُ
    إنَّ الغصون إذا قوّمتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قومتها الخُشُبُ

    ثم إنك ترى من لا يتأدب في بيوت الله ، ولا عند سماع القرآن ، ومن يستهتر بمَواطن القداسة ولا يحتفل بها ، لا يصلُح للنهـوض بأمته .

    كما أنك ترى من لا يُجِلُّ العلمَ والعلماء ، ومن لا يتأدب في مجالس العلم ، ولا أثناء الدرس ، فلابد من الأدب ، والأدب يأتي قبل العلم ، فقد قيل : (( إن طلب العلم له ركنان : أدب النفـس ، وأدب الدرس )) . وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه - : (( تأدبـوا ثم تعلمــوا )) . وقال أبو عبد الله البلخي : (( آداب النفس أكبرُ من آداب العلم ، وآداب العلم أكبر من العلم )) . وقال ابن المبارك : (( نحن إلى قليلٍ من الأدب أحوج منا إلى كثيرٍ من العلم )) ، وقيل أيضاً : (( اعلم بأن طالب العلم لا ينال العلمَ ولا يَنتفع به إلا بتعظيم العلم وأهله ، وتعظيم الأستاذ وتوقيره ، فإن مَن عَلَّمَكَ حرفاً واحداً مما تحتاج إليه في الديـــن ، فهو أبوك في الدين ، ومن توقيره توقير أولاده ومَن يتعلّق به )) .

    رأيت أحقَّ الحقِّ حقُّ المعلـم *** و أوجبُه حفظاً على كل مسلم
    لقد حُق أن يُهدى إليه كرامةًً *** لتعليم حرف واحدٍ ألفُ درهم

    فانظر كيف كان أدبُ العلماء بعضهم مع بعض ، وكيف كان أحدهمُ يعرف فضلَ الآخر ، فقد قال الإمام الشافعي في الإمام ابن حنبل :

    قالوا يزورك أحمد وتــزوره *** قلتُ الفضائل لا تفارق منزلَــه
    إن زارني فبفضله أو زُرتُـه *** فلفضلِه فالفضل في الحالين له

    وقيل : (( إذا أردتَ العلمَ النَّفيس ، فعليك بابن إدريس ، فقال الشافعي : وكيف ذلك ، وفي المدينــة مالك ؟ )) .

    ومِن أدب المسلم أن يعرف لأهل الفضل فضلَهم ، وأن لا يذكر عيوبَهم تقديراً لهم ، كما قال التابعي الجليل ابن المسيّب : (( ليس من شريفٍ ولا عالمٍ ولا ذي فضلٍ إلا فيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكرَ عيوبُه )) .

    فيا أيها المسلمون ، أنزلوا الناس منازلهم ، وأكرموا ذا الشيبة المسلم ، واعرفوا للعلماء حقهم ، ولذي الفضل فضلهم ، فهذا مما أدَّب به النبيُّ ـ عليه وآله الصلاة والسلام ـ أصحابَه ، فلما دخل مكةَ المكرمة ، ودخل المسجدَ الحرام ، أتى أبو بكر بأبيه أبي قحافة يقـــوده ، فلما رآه رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام قال : " هلاّ تركتَ الشَّيْخَ في بيته حتى آتيه ؟ " فقال يمشي هو إليك يا رسول الله أحق أن تمشي إليه ..[ إسناده صحيح ، ابن حجر العسقلاني ـ الإصابة : 2/461 ] . وجاء شيخ يريد النبي عليه وآله الصلاة والسلام ، فأبْطأ القومُ أن يُوَسِّعوا له ، فقال : " ليس مِنّا مَن لم يَرحم صغيرَنا ، ولم يُوَقِّر كبيرَنا " ..[ صحيح ، الألباني ـ صحيح الترمذي : 1919 ] ........ و الحمد لله رب العالمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 5:35 am